عزيزي

عزيزي،

ألم تُخبرها بعد أنّ لي من ضَرَبانِ قلبك نصيبْ ؟
اكتمالك باكتمالي..
ألم تُخبرها بقيادتي إيّاك  بالحبوِ حُباً،
فالسّيرِ عِشقاً، على حافة الجنون
 ثم الرّكضِ ولهاً، متعرياً من جميع غشاوات المجتمعِ .. قطعة تلو القطعة ؟
..
إذن فارقُص كعادتك مع اللّحن الخفيّ
أمسك بيدها، وقل لها أني السّر.. في انتفاضَتِكَ الهوجاء ضد المعقول
..
ولي الحظ الأكبر من ابتسامتك الصبيانية ..
بطُهرها وفجُورها
مِن شرودكَ النافي لحضوركْ .. فكأنك مغتربٌ بالجسد، ومعيَ بالّروحْ
من تحفُّظك معهم، وانفتاح عوالمك الغامضةِ  لي

**

عزيزي،

ما بها لا تلاحظ أنه لا يكون إفتتان الرجل إلا بامرأة..
وهي والطفولة ما انفطمتا بعد عن ينابيع البراءة؟
إن الأنوثة في أقل تعريف لها أحمر شفاه
وفي بقيته إحتواءٌ..
لحماقتك، وغرورك، وحمايتك المفرطة أحياناُ
ثم إيمانٌ..
بعزيمتك المُثلى، وخلوِّ جوهرِكَ من غياباتِ التخلّف..
ومقدرتك الجبّارة على تحويل اللحظات الراهنة لضرب من ضروب الجنون الدُنيوي الخلاّب!

**

عزيزي،

اصفق بغطرستها البابَ،  وأغمُرها عنفاً من الكلمات
صِفني لها بغير حياءٍ
..
صِفْ صوتي .. كيف هو لنبض قلبك قائد أوركسترا بارع..
يوجّههُ كمزيجٍ مضطربٍ بين الإسراع والإبطاء
..
صِفْ عياني حين تلتقيان بعيناك..

تومضان..

هي ثانيةٌ كفيلةٌ بإشعال الطريق توهّجاً من الخُرطومِ لمدينتك العربيدة

**

عزيزي،

قُلْ لها أنَّ المسافاتِ لا تقتل العهودَ..

وأنَّ الفؤاد لمن يهفُّ مُريدُ..

علّمها أن الهوى أسرارٌ .. ومواثيقٌ غلاظٌ بين روحين
قدسيتها تتجلى في كسرها  قوانين الطبيعة
ترجمتها خيانةْ، ووصفُها استهانةْ
..

أخبرها بأنك متصلٌ بي الدّهرَ
وحُبّنا مذهبٌ، واللقيا عيدُ