أنا أرْضُكَ.. أُمّكَ، يَا ولدي
هلّا رافقتني في رحلةٍ إلى الماضي المجيدْ
شرفٌ وسلامٌ، وكرامةٌ .. تُدثِّر ملامحَ تاريخي
العريقْ
تلك الصفات تمرّدتْ، وتغيّرتْ، وتبعثرتْ، يا
ولدي
تشوّهتْ، يا ولدي
وكأنما الحّريةَ شبحٌ لحمامةٍ بيضاءَ.. كانت قبل مِائة
عامٍ، يا ولدي
***
العقلُ شريدٌ ما بينَ صُحبةٍ ذبُلَت مع السنونِ، وخَبَتْ نجومها..
وأحبّةٍ تركوا الديارَ.. ظلمْنَهُنّ بتركِهنَّ
مرارا
ووطنٍ ممزقٍ، يتلوّى من عبثِ الشياطينِ إنشطارا
عجبي لتاريخي الحفيٍّ ببطولاتٍ نوبيةٍ وافريقيّةٍ وعربيّة
أ يتمخّض في
إثرهِ مستقبلٌ مظلمٌ هكذا ومقيت؟!
***
أنا مهدٌ لحضارةٍ ألهمت ألفاً من الحضاراتْ
أنا التي سُقيتْ دماً شريفاً طاهراً .. واجترَعَتْ دواهي الزمان مُرغمةً .. فقمتُ بأعظم التضحياتْ..
أنا باهتٌ لوني حداداًعلى صحبي
يتشبثون بإصبعين في أعلى سنديانة، كانت في
أصلها خضراء
أيُّ ربيعٍ ذاك الذي يَحرق الجذور مدمراً
جذعها فالأوراق؟
أنا مرهقةٌ..
ووحيدةٌ..
ومنبوذةٌ، طُبعَ على جبينها ملعونةٌ حمقاء!
فقري مذلّةٌ لأبنائي.. والذُّلُّ جالِبُهُ هوَ الأبناءْ
أوَ إنْ سرقوني.. كيف لأمٍ في أخذِ قِصاصها أنْ تَدعو
بلعنةِ السَّماء؟
أنا العزيزة إن ذكرْتَني شرفاً..
وأنا الغنيّة إن أحببتني حقاً..
أتحبُّني؟
اسنِدني وسِاندني
أنا أمكَ ..
أحتاجُكَ يا ولدي قطعاً!